في لحظة ، بدا كما لو أن العالم كله يتدافع ليواري خطيئته ، البحر يمور قالبًا كل ما عليه رأسًا على عقب ، الغيوم تتجاذب بقوة مغطية عين الشمس التي شهدت كل شيء ، البرق يقذف صواعقه بلا هواده ، والرعد يدوي ضجيجه دون خفوت ..
راح يمضي بابتسامة المنتصر ، ابتسامة, عارٌ أن يبتسمها شخصٌ مثله..
كانت أطول ابتسامة رسمها على وجهه ، ولأنه كان غارقًا في زهوه بتكاتف الكون معه ، لم يكن يدرك أن تلك السماء الغضبى كانت تحيك نهايته ، نهايته التي كانت بالسرعة التي لم يكن قادرًا في غضونها على محو ابتسامته ..
كان أكثر حظًا في الدنيا بعد وفاته ، تلك الإبتسامة التي ظلت مرسومةً على وجهه بعد موته كانت كفيلة أن تجعله في أعين الناس من أخير الأخيار ، يالصلاحه, مات مبتسمًا !!
.,.,.,.,.,.,.,.,
أحيانًا أقف لا أدري من المجنون !
أهو ذاك الشخص الذي يظن أنه استثناء على هذه البسيطة ، وأنه مهما فعل سيظل على الكون دائما أن يخضع له ؟!
أم هم أولئك الذين يكادون يجزمون أن في الجنة مقعدًا لكل من يفارق الحياة مبتسمًا ! ويبجلون سيرته مهما كانت تحمل من السوء؟!!
ربما من العبث أن نتحدث عن الجنون ، أو نجزم من يكون المجنون !
ففي النهاية أنا شخصيًا أملك شيئًا من الجنون ، تماما كما أنتم تفعلون ! ..