الأحد، 7 سبتمبر 2014

ثرثرة الـ20

قال أحدهم :
< لا يدرك المرءُ كم نضج إلا عندما يبلغ الـ 20 ، ذِكر عددٍ كالـ 20 كفيلٌ بتوليد شيءٍ من الصدمات والاضطرابات والصراعات ، وكثيرٌ من البسمات > ..

مُحِق !
هـأنذا نضجت ! صِدقًا نضجت ! إلهي كم نضجت !
ما كل هذا الذي أحس به ؟
حتمًا هذا هو الـ 20 ، هذا الـ 20 !

مهلاً!
ولأنني قررت أن أكون أصدق في مشاعري هذا العام ، أقولها وبدون أسى :
أنا أكذب !
فلم يذهلني شيءٌ في الـ 20 قدر ما أذهلني عدم ذهولي بأي شيء !

ثم يا قارئًا لا أعلم عمره : لا تصدق كذبة الأعمار هذه ، شخصيا لا أعلم عن الـ 20 شيئًا سوى أننا نحن النساء نستغرق فيه وقتًا أطول !  (نصيحة: لا تفكر أبذًا أن تسأل كيف !) ..

ولكي أثبت لك صدق مزاعمي دعني أذكر مثالاً :
قبل عام من الآن -أي أنني كنت في العشرات من العمر- في ليلة لا أعلم مدى حلكتها ، طُلِبَ مني تقطيع البصل !
أستشعرتَ مدى القسوة التي يحملها قرار مفاجئ كهذا ؟؟!
بكيت ! ، أجل بكيت ! ( لا تضحك فالموضوع محزن)
 ولأنني كنت أدرك حجم نضجي آنذاك فقد كنت أعلم أنه لابد من التغطية على سبب البكاء ، ونجحت في ذلك ! فلا أحد حتى هذه اللحظة يعلم (لا تخبر أحدًا بذلك فضلاً) ..
بالمناسبة : تقطيع البصل لم يكن بالسوء الذي توقعت ..

مثال فاشل !
لا بأس لطالما كنتُ فاشلة في ضرب الأمثلة ، وكما ترى فإن هذا الأمر لم يتغير بعد بلوغي الـ 20 ! (حسنا أعتقد أن هذا قد يكون مثالا ناجحًا!) ..

الآن وبعد أن أكدت لك سخف تلك المقولة دعني أعترف :
كذبتُ مرة أخرى ! لم يقلها لي أحد كما زعمت ، فقط أخبرتُ نفسي بها يومًا ، ولم أشأ إظهاري بتناقضي فنسبتها لأحدهم ..

دعنا الآن نعود للموضوع الرئيس ..

الخلاصة :
لا خلاصة !
لأنه وعلى الرغم مما تعنيه الأعمار لنا ، إلا أنه من السخف اعتبار أي مقولة فيها قاعدة والتصديق بها ، عش أعوامك بجميع التناقضات ، ومن يدري ؟! قد يتحول منهج حياتك يومًا إلى قواعد سخيفة لا تُخرَق !
ولا تقل أبدًا : "ما بقى ف العمر أكثر مما راح" أو : "وأنا ف هذا العمر!!"
أنت لا تعلم متى تموت ، لذا لا تُطِل فترة الاحتضار .

بما أنك وصلت حتى هذه النقطة ، أقولها لك : شكرًا !
شكرًا على احتمالك ثرثرة لا معنى لها ، والآن حان دورك ، اترك تعليقًا وثرثر معي ..