الخميس، 5 مارس 2015

هو وهي

استوحش هو , فخُلِقت هي ..
جعلها الله منه , وسكنًا جعلها له ..
" وبث منهما رجالاً كثيرًا ونساء "

,,,,,,,,,,,,,,,

عندما جاءها في قمة خوفه وضعفه " لقد خشيت على نفسي! " ,
 كانت له القوة " والله لا يخزيك الله أبدا! " ..
,
عندما لجأ إليها, كان يعلم أنها ستكون له لا عليه ,
لم تكن لتتهمه بالوهم أو الخرف أو الجنون ,
لم تكن لتعاتبه أو تلومه أو تزيد خوفه ,
كانت له الطمأنينة والسكينة والأمان والثقة ..
,
هو~ كان يعلم في تلك اللحظة أنه محتاجٌ لها ,
هي~ كانت تعلم في تلك اللحظة أنه بحاجتها ,
,
رجلٌ كـ هو ~ ما كان ليختار ملاذًا سواها !
وامرأة كـ هي ~ ما كانت لتجعله يتخذ ملاذًا سواها !
,
عندما يكون الحب عظيما , تتقزم أمامه كل الفوارق ,
بين هو~ وهي ~
تقزّم فارق العمر , تقزم فارق المال ..!
,
احتاج .. فكانت خير معين ,
بُعِث بالرسالة .. فكانت حقّ من آمن ,
كذّبه البشر .. فكانت أول من صدّق ,

توفيت .. فكان عام الحزن ..
,
أي امرأة كانت حتى لا تستطيع ١٠ نساءٍ بعدها الوصول لمكانتها !
" والله ما أبدلني الله خيرًا من خديجة "
وأي رجلٍ كان حتى تمر أعوام وتتحول أحوال وهو " لا يسأم من ثناءٍ عليها واستغفارٍ لها "
,
هو ~ وهي ~
كانا الحب في أوّج اتقاده ,
والوفاء في أسمى معانيه..

,,,,,,,,,,,,,,,

عندما أمر الناس يوم الحديبية بالحلق فرفضوا ,
أمرهم فرفضوا ,
أمرهم فرفضوا ,
ذهب إليها حاملاً حزنه , باثًا همه ,
كانت حكيمة بما يكفي لتشير عليه ,
وكان واثقًا بما يكفي ليأخذ بمشورتها ,
ما كانت لتهمل همّه , وما كان ليهمل رأيها ..

,,,,,,,,,,,,,,,

عندما كان يعلم من حبها للمرح ,
كان يُسابقها ,
يلاعبها ,
ويقف ينظرُ اللعب معها حتى تنتهي ,
,
هي ~ كانت مع عظيم علمها مهتمة باللعِب , وهو ~ ما كان ليستصغر اهتمامها ,

,,,,,,,,,,,,,,,

أنتِ :~
كوني مُحِبّة كـ خديجة , حكيمةً كأم سلمة , و مَرِحةً كـ عائشة ,

وأنت :~
يكفيك أن تتعلم من محمد ..



,,,,,,,,,,,,

الأحد، 7 سبتمبر 2014

ثرثرة الـ20

قال أحدهم :
< لا يدرك المرءُ كم نضج إلا عندما يبلغ الـ 20 ، ذِكر عددٍ كالـ 20 كفيلٌ بتوليد شيءٍ من الصدمات والاضطرابات والصراعات ، وكثيرٌ من البسمات > ..

مُحِق !
هـأنذا نضجت ! صِدقًا نضجت ! إلهي كم نضجت !
ما كل هذا الذي أحس به ؟
حتمًا هذا هو الـ 20 ، هذا الـ 20 !

مهلاً!
ولأنني قررت أن أكون أصدق في مشاعري هذا العام ، أقولها وبدون أسى :
أنا أكذب !
فلم يذهلني شيءٌ في الـ 20 قدر ما أذهلني عدم ذهولي بأي شيء !

ثم يا قارئًا لا أعلم عمره : لا تصدق كذبة الأعمار هذه ، شخصيا لا أعلم عن الـ 20 شيئًا سوى أننا نحن النساء نستغرق فيه وقتًا أطول !  (نصيحة: لا تفكر أبذًا أن تسأل كيف !) ..

ولكي أثبت لك صدق مزاعمي دعني أذكر مثالاً :
قبل عام من الآن -أي أنني كنت في العشرات من العمر- في ليلة لا أعلم مدى حلكتها ، طُلِبَ مني تقطيع البصل !
أستشعرتَ مدى القسوة التي يحملها قرار مفاجئ كهذا ؟؟!
بكيت ! ، أجل بكيت ! ( لا تضحك فالموضوع محزن)
 ولأنني كنت أدرك حجم نضجي آنذاك فقد كنت أعلم أنه لابد من التغطية على سبب البكاء ، ونجحت في ذلك ! فلا أحد حتى هذه اللحظة يعلم (لا تخبر أحدًا بذلك فضلاً) ..
بالمناسبة : تقطيع البصل لم يكن بالسوء الذي توقعت ..

مثال فاشل !
لا بأس لطالما كنتُ فاشلة في ضرب الأمثلة ، وكما ترى فإن هذا الأمر لم يتغير بعد بلوغي الـ 20 ! (حسنا أعتقد أن هذا قد يكون مثالا ناجحًا!) ..

الآن وبعد أن أكدت لك سخف تلك المقولة دعني أعترف :
كذبتُ مرة أخرى ! لم يقلها لي أحد كما زعمت ، فقط أخبرتُ نفسي بها يومًا ، ولم أشأ إظهاري بتناقضي فنسبتها لأحدهم ..

دعنا الآن نعود للموضوع الرئيس ..

الخلاصة :
لا خلاصة !
لأنه وعلى الرغم مما تعنيه الأعمار لنا ، إلا أنه من السخف اعتبار أي مقولة فيها قاعدة والتصديق بها ، عش أعوامك بجميع التناقضات ، ومن يدري ؟! قد يتحول منهج حياتك يومًا إلى قواعد سخيفة لا تُخرَق !
ولا تقل أبدًا : "ما بقى ف العمر أكثر مما راح" أو : "وأنا ف هذا العمر!!"
أنت لا تعلم متى تموت ، لذا لا تُطِل فترة الاحتضار .

بما أنك وصلت حتى هذه النقطة ، أقولها لك : شكرًا !
شكرًا على احتمالك ثرثرة لا معنى لها ، والآن حان دورك ، اترك تعليقًا وثرثر معي ..

السبت، 16 أغسطس 2014

عبء!

<< ما هذا! فكّها فكّها ! ، أتربطها لتسلب قوتها وتزعزع اتحادها !! >> قالتها بجنون ..

~ لن تكون وحدها ، ستظل على اتحادها ، لكن بقوة أكبر ! ، أن تتحد في مجموعة صغيرة تتماسك فيها بقوة متحدةً مع مجموعات أخرى متماسكة فأنت تضمن قوةً لا تضاهى ! ، عبثٌ أن تضع شيئا وحده وسط مجموعة كبيرة لا تتفرع ~
لم يقل شيئا من هذا ، وبلا تفكير صف الخشبات جميعها ، لفّ الحبل عليها مرارًا وأنهاها بعقدة !

ناظرته بحدة وقالت : << تخلّص من عبئك !>>

ربط بقاربه الصغير ذاك الخشب المتحد ، وضع عليه عبأه وانطلق ..

همّ بتشغيل المحرك ، ناظرها قاطبةً جبينها فتراجع!
<< ستقتلنا ! لهيب الشمس كافٍ لتفجير المحرك وتفجيرك ، لا أعتقد أن البحر يغرب مع الشمس ، انتظر الغروب ! >> قالتها بسرعة ..

أومأ برأسه وهو يراقب نظرتها الحادة ويسمع :
<< تخلص من عبئك! >>

حلكة الظلام كانت كفيلة أن تحجب عن ناظريه كل شيء ، عدا ذاك الضوء الذي يتحاشا الإلتفات صوبه !

~ هو السكون أخيرًا ~ تنهد بعمق ، وهو يمد قدميه في الماء الراحة كانت تسري في كامل جسده ، ذهنه بات أصفى أكثر من أي وقتٍ مضى ، القطرات المداعبة قدميه تجبر ابتسامته على البقاء ..
 كل ذلك كان ليحدث لو أنه لم يسمع الصوت : << إياك ! البحر غدار سيجر قدميك لا محالة!>>

ناظر ناحية الضوء ، أبصر النظرة الحادة وسمع : <<تخلّص من عبئك!>>

قرر الصيد ، تراجع !
أغمض عينيه ، فتحهما بسرعة !
شرب عصيرًا ، لم يكمله !
بعد ثلاث نظراتٍ حادة وثلاث مراتٍ يسمع فيها :
<< تخلص من عبئك!>> ، استل سكينًا ، قطع الحبل ، فابتعد قارب الخشبات وابتعدت هي ..!

تخلّصَ من عبئه أخيرًا ! تحرّر !
لا شيء أثقل عبئًا من شخص يملي عليك كيف تعيش ..

في الصباح ، نهض على انطفاء المكيف وصوت يقول : << انهض ! يكفيك هذا ! لست بحاجة لأن تحلم أكثر ! >>

.,.,.,.,.,.,.,.,.,.,.,.,

كم منا من يعيش حاملاً عبئًا كهذا على كاهله !
وكم منا يدرك أنه يعيش فعلاً كذلك !
لا تسمح لأحدٍ أن يرسم تفاصيل حياتك رسمًا !
جِد فرشاتك .. أو فلتصنع أخرى !

بالمناسبة :
في المرة القادمة لا تقرأ ما بعد هذه العلامة :
.,.,.,.,.,.,   فأنت لست بحاجة لشخص يملي عليك كيف تفهم !  


الخميس، 31 يوليو 2014

من المجنون ؟



في لحظة ، بدا كما لو أن العالم كله يتدافع ليواري خطيئته ، البحر يمور قالبًا كل ما عليه رأسًا على عقب ، الغيوم تتجاذب بقوة مغطية عين الشمس التي شهدت كل شيء ، البرق يقذف صواعقه بلا هواده ، والرعد يدوي ضجيجه دون خفوت ..

راح يمضي بابتسامة المنتصر ، ابتسامة, عارٌ أن يبتسمها شخصٌ مثله..
كانت أطول ابتسامة رسمها على وجهه ، ولأنه كان غارقًا في زهوه بتكاتف الكون معه ، لم يكن يدرك أن تلك السماء الغضبى كانت تحيك نهايته ، نهايته التي كانت بالسرعة التي لم يكن قادرًا في غضونها على محو ابتسامته ..

كان أكثر حظًا في الدنيا بعد وفاته ، تلك الإبتسامة التي ظلت مرسومةً على وجهه بعد موته كانت كفيلة أن تجعله في أعين الناس من أخير الأخيار ، يالصلاحه, مات مبتسمًا !!

.,.,.,.,.,.,.,.,
أحيانًا أقف لا أدري من المجنون ! 

أهو ذاك الشخص الذي يظن أنه استثناء على هذه البسيطة ، وأنه مهما فعل سيظل على الكون دائما أن يخضع له ؟!

أم هم أولئك الذين يكادون يجزمون أن في الجنة مقعدًا لكل من يفارق الحياة مبتسمًا ! ويبجلون سيرته مهما كانت تحمل من السوء؟!!

ربما من العبث أن نتحدث عن الجنون ، أو نجزم من يكون المجنون !

ففي النهاية أنا شخصيًا أملك شيئًا من الجنون ، تماما كما أنتم تفعلون ! ..

لذا أدون

يقول مشهور لا أذكر اسمه -ليس تقليلاً لكني لا أذكر أين قرأتها حقًا-
"للاستمرار في هذا العالم الرهيب عليك أن تنجح في شيء من اثنين على الأقل : أن تكتب كتابًا أو تنجب طفلا" 

١٩ عامًا وأنا أدور حول الشمس بلا توقف , 
فجأة قررت أنني أريد الإستمرار , لذا سأكون هنا حتى أنجب طفلاً , أو أتوقف عن الدوران ..



- ملاحظة لا دخل لها في أي شيء: 
ذاكرتي قوية , لكنني أنسى كثيرًا ! 

-ملاحظة لها دخل في كل شيء:
أنا لا أعبر عن واقع هنا , ولا أصوغ أحلامًا ! 
إنما هي مجموعة أوهام لا تعدو كونها أضغاث أحلام ..

-ملاحظة لابد أن أذكرها:
هذه لا أعدها تدوينة , كنت أريد أن أكتبها في ~البايو~ لكن يبدو أنه هو الآخر مذكر , لا يتضامن مع ثرثرة النساء!